جبتلكم هذه الموضوع المؤثر الذي
يثبت قيمة الأم و تضحياتها في سبيل إبنها الذي جزاها شرا بدل الإحسان .
يحكي الإبن متأسفا و نادما حكايته المريرة مع أمه فيقول أن والدته كانت إمرأة بعين واحدة و كانت تعمل طباخة بنفس المدرسة التي يتعلم فيها و كان الإبن يستحي أمام أقرانه و معلميه من عاهة أمه و لكنه لم يستح من أخذ مالها و كان أيضا يتحاشى أي علاقة مباشرة مع أمه أمام الناس حتى لو كانت همسا. ذات يوم نادى الولد أمه و قال لها كلمات تبكى لها العين
دما من عظم قسوة الإنسان لقد قال لها أماه لم لا تموتين؟؟؟ لقد جعلت مني أضحوكة أمام أندادي اللذين لا يكفون عن التندر على عينك المفقودة. ولكن الأم تحملت كلام و لدها و قالت هو فلذة كبدي و قرة عيني لا أملك إلاّ أن أسامحه فهو صغير لا يفقه شيئا. نعم لقد قالتها مرات عديدة هو صغير لا يفقه شيئا و هو إبني الوحيد سأسامحه, أقسم بالله سأسامحه. و تمضي الأيام و يكبر الولد الصغير و يصبح رجلا يافعا و يسافر إلى سنغافورة حيث وقّع عقد عمل هناك و تزوج و رزقه الله بالبنين و عاش سنوات في السعادة. ذات يوم طرق بابه طارق و كانت المفاجأة أن كان الطارق أمه المسكينة التي لم تحتمل لهيب سياط فرقة قرة عينها و هو بعيد عنها و لكن الإبن ظل قاسيا كعادته و قال لأمه: لم جئت أمي إلى سنغافورة؟ لقد أفزعت أبنائي بعينك المفقودة. فضاقت الأرض بما رحبت على الأم المسكينة و عادت إلى بلادها لتموت وحيدة بعيدة عن ولدها العائق. و تمضي الأيام و يتسلم الولد رسالة من المدرسة التي كانت تعمل بها أمه ليتسلم أدباشها و اختلق كذبة انطلت على زوجته و ادعى أنه راجع إلى وطنه لمهمة خاصة بعمله و عاد الولد إلى وطنه ليس حبا في أمه و لكن بدافع الفضول و اكتشف أن أمه المسكينة ماتت وتركت له تركة أصلها رسالة إلى حبيبها القاسي و تقول الأم بولعة كاد الحبر أن يسيل معها كالدمع ' بني لقد تعرضت ذات يوم لحادث مرور أتلف عينك و كان الحل الوحيد هو أن أهبك عيني حتى لا يسخر الناس منك و لتعيش كريما و سليما في المستقبل ' فضم الإبن الرسالة إلى صدره و بكى بكاء حارقا و ندم في وقت لا ينفعه الندم و تمنى لو يعود الزمن إلى الوراء حتى يكفر عن ذنوبه و لكن هيهات هيهات.... أخيرا يقول الله تعالى بإعجاز بليغ ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان – الرحمان-60 )